تجليات الحداثة السائلة في النصي المسرحي مسافر ليل ــ انموذجاً

الملخص

      لابد من الالتفات الى زوال نقاط الارتكاز المفسرة لفعل الإنسان ، وسيادة الفعل المُعارض (اللا مألوف) على الصعيد الاجتماعي ، لينبعث متأثراً بذلك ، نص الكاتب المسرحي مغموراً بهذه الغرابة واللا ألفة .

      إذ شهدت الحياة الاجتماعية الراهنة اهوالاً لا اجوبة لها ، وهذا يُحمّل الفكر الانساني مسؤولية البحث في العلل والبواعث .

     والنص المسرحي بوصفه عيناً راصدة لهذه المعتركات وللمآزق التي تكتنف الحياة الاجتماعية ، فأنّه يعيد انتاج التصورات التي تلتقي مع محركات هذه الازمات .

      ولعل مصطلح ( الحداثة السائلة) يمنح بعداً فكرياً للتركيز في الضد الحداثي ، الذي سيكونُ مرتكزَ هذا البحث ، وانعطافاً بارزاً في تحول اسلوب الكتابة المسرحية على الصعيدين الغربي والعربي ، وقد عبّر المسرح الغربي بالنص السريالي والنص اللامعقول عن هذا الصنف من الحداثة السائلة، كما أنّ النص المسرحي العربي قد كشف في طروحات متنوعة عن هذا النمط من الطرح .

      وللأهمية البالغة التي لابد من رصدها في هذا الصنف من تجربة الكتابة المسرحية ، فقد جاء طرح عنوان هذا البحث : (تجليات الحداثة السائلة في المُتحوّل النصي المسرحي العربي) ، وقد اعتمد الباحث في الكشف عن معطيات هذا العنوان ، اثارة السؤال الآتي في مشكلة البحث :

       ما الذي يتأسس في المتحول الكتابي المعاصر للنص المسرحي العربي من تكريس لمعطيات الحداثة السائلة ؟ .