شبكة الري ونظام السقاية من خلال وثيقة لاماصبا.

الملخص

ملخص:

 كان دور الخزانات والصهاريج والقنوات الناقلة للمياه فيما يخص الري الروماني هو تموين المدن والأرياف معا بالمياه، في حين كان دور قنوات السقاية الزراعية هو الري الفلاحي فقط.

بعد احتلال الرومان لمنطقة شمال إفريقيا لم يكن هدفهم المناطق ذات الأراضي الخصبة فقط وإنما تعدى ذلك حتى الأقاليم الداخلية المحاذية للصحراء، فبدأوا باستغلالها لتعود عليهم بالفائدة، وقاموا بإخراج الأهالي من هذه المناطق لإنشاء شبكة ري قصد التحكم في المياه العابرة للإقليم وتوزيعها على الأراضي المجاورة للوديان، وأنشأوا صهاريج حفظ المياه وتوزيعها وكذا سدود التحويل وخزانات التجميع التي تنطلق منها قنوات السقي لتعمم السقاية على كل الحقول، وانتشرت أغلب هذه المنشآت في المناطق الجنوبية الشرقية للأوراس (الجزائر) المحاذية للصحراء، وما زالت إلى اليوم بقايا هذه المنشآت منتشرة في العديد من هذه الأقاليم وهي جد متنوعة.

   لقد أصدرت السلطة الرومانية قوانين خاصة تمنح لكل فلاح أو مزارع حقه في سقي أراضيه باعتبار أن هذه المنشآت عمومية من بناء السلطة الحاكمة، أم هذه القوانين نص لاتيني شمل أسماء كل المزارعين المستفيدين من السقاية والوقت المخصص لكل واحد منهم مع ذكر تاريخ بدأ وإنهاء السقي، دونت هذه القوانين في لوح حجري كبير منقوش عرف بوثيقة لاماصبا، ويعتبر نص هذه النقيشة من أشهر الوثائق الأثرية المتعلقة بتنظيم استغلال المياه لسقي الأراضي الزراعية في شمال إفريقي).