المفارقة في الرواية العربية الحديثة (دراسة ثقافية لنماذج مختارة)

الملخص

      تعد المفارقة من المصطلحات النقدية الحديثة  فهي تقنية فنية استعملها الادباء والشعراء من دون تسمية لهذه الظاهرة ،  بالرغم من وجودها في اقدم الآداب الإنسانية  ،  وأثارت المفارقة العديد من التساؤلات ، وكثر حولها الجدل ، وقام عدد من الباحثين بوضع حد لها خوفا من التباسها بمصطلحات أخرى ،فهي احدى الوسائل التي تستعمل من اجل المتعة و اثارة الدهشة لتمنح القارئ الإحساس باللذة في اكتشاف العلاقة بين الالفاظ  وبين المعنى الذي يريده الكاتب من هذه المفارقة ، ومن هذه المفارقات ماهي مكانية او زمانية  ، ولم يخلُ  ادبنا العربي من الفاظ تدل على المفارقة اللفظية وخاصة في صور البديع فوجدت الفاظ  بلاغية قريبة في هذا المعنى كالتورية والطباق ، وفي أغراض الادب كالسخرية والمدح بما يشبه الذم  في تراثنا العربي ،  فالسخرية قريبة من المفارقة لكنها تبتعد عنها قليلا بالنسبة لوظيفتها  ، وبذلك يكون الجاحظ صانع المفارقة وليس صانع السخرية .

 وقد انصبت جهود النقاد المحدثين على وضع تعريف جامع مانع للمفارقة فكان تصور الدكتورة نبيلة إبراهيم والناقدة  سيزا قاسم هو الأكثر شمولية  بقناعتهما ان المفارقة مصطلح لفظي وشكل من اشكال القول ، يساق فيه معنى ما  ، ويراد به معنى آخر مخالفا للمعنى السطحي الظاهر. وقد اختارت الباحثة عدة  نماذج من الرواية العربية الحديثة لدراستها على وفق المنهج الثقافي .