الفن الجداري فـي حضارة العراق القديم خلال الألف الأولى قبل الميلاد

الملخص

الملخص :

الفن هو تراث الانسان على مدى العصور والأزمان وهو العلم الذي يتحدث عن تطور الفنون وقيمتها الفنية منذ أن خرجت من يد الانسان الصانع (الفنان) الذي رسمها وشكلّها إلى عين المشاهد الذي شاهدها وقيّمها . كما أن للفن دوراً كبيراً في التعريف بالتقاليد والعادات لكل حضارة ، لأن الفنون هي مرآة المجتمع ومقياس الحضارة ، وهي الدليل إلى الأحداث التاريخية والطقوس الدينية ، ولكل ما لم يدوّن في كتب التاريخ .

لقد شكلّت طبيعة العراق وتاريخه السياسي وتطوره الحضاري فنونه المختلفة ، وان فن النحت الجداري كان من أهم الفنون التي مارسها العراقيون القدماء خاصة خلال الألف الأولى قبل الميلاد حيث كان هذا الفن الأصدق تعبيراً عن الأحاسيس الفنية والأفكار والمعتقدات الدينية ، ونظراً لطغيان شخصيات الملوك خلال هذه الفترة ، طغت على أغلب الجداريات قصص الملوك وحملاتهم الحربية ، ومشاهد صيدهم .

من هنا جاءت إشكالية الدراسة حيث أن من الباحثين من رأى أن الفن الجداري خلال الألف الأولى قبل الميلاد كان مفعماً بالقسوة والعنف والوحشية وليس له هدف وغاية سوى خدمة الملوك وإرضائهم وتصوير حروبهم ومشاهد صيدهم. فجاءت هذه الدراسة لتلقي بالضياء على اشهر جداريات هذه الفترة من جميع الجوانب الجمالية والفنية والتاريخية كذلك النفسية والإعلامية لتبرز عظمة الإبتكار والإتقان والإحساس الذي حملته هذه المشاهد الجدارية ودلالالتها الرمزية .

ومن خلال المنهج التحليلي والمنهج الوصفي الذي اتبعتهما الباحثة في هذه الدراسة تبيّن أن فن الجداريات الذي نُفذ على سطوح الجدران والسقوف مثّل أطول مساحة حاول فيه الفنانين تسجيل تفاصيل الأحداث الحربية في شريط قصصي يمتد مصوراً فناً تاريخياً وزخرفياً ليسهل فهمه وتتبعه. كما قام فنانين تلك الفترة إحداث ثورة في تاريخ الجداريات الفنية من خلال مشاهد الصيد المشهورة عالمياً ومن خلال الإيحاء بالعمق داخل اللوحات الجدارية ومعرفتهم الأولية بعلم المنظور .

الكلمات المفتاحية :الألواح جدارية ، مشاهد تصويرية ، علم المنظور ، مشاهد الصيد ، دلالات جمالية.